تحتوي الباقة على 3 منتجات
- ثماني دقائق وعشرون ثانية:
وماذا بعد هذا الهروب؟
عرجت نحو السماء، شاقاً طريقي نحو الهروب منك، فكنتِ هناك تتبعين خطواتي، تلوحين لي، على هيئة غيمة تتوسدين بإحكامٍ عرض السماء. مددت يدي لملامستك حتى أنتزع من عقلي هذا الخيال، فتناثرت كمبعث فرح لتسدي ما تبقى من فراغ. على شاطئ البؤس، منضدة وقارورة باردة وكرسي أثقل من ثقل ما أحمل، عزلتي قطعت بصوتك الذي تلبس ضجيج الموج؛ فنادى على شريط الذاكرة بالعد التنازلي نحو البدء بالعبث، كمقطوعة ناي في معزوفة، أيقظت الحنين الذي لم أساطع أن أنفضه كما أنفض عن كتفي رذاذ الصوف، فبدأ الصداع بالتسلل إلى رأسي كسرب جيش مترابط من النمل.
هناك خط نور في آخر الطريق حاولت عبثاً أن اتبعه فتعبت. لطالما شعرت أن حياتي حلم سأستيقظ منه عاجلاً أم آجلاً. لذلك عشت بسلام دون محاوله للتغير والتغيير.
كنت وما زلت أردد دئماً
وإن كثرت عثراتنا
وجرحنا، وسقطنا، وضعفنا، وأخفقنا
لا شيء يجبرنا على البقاء
تصالح أروحنا يواسينا اليوم وكل يوم
فلا انتصار مثل انتصار النفس على الحياة
ولا نجاح مثل نجاح السعادة على الهم
توهج قلبك وحده يكفي لامتلاء هذا الكون عذوبة..